أحبَبتهُ أولاً وأخيرًا

 
هي لا تحبك أنت يعجبها مجازك ، أنت شاعرها وهذا كل ما في الأمر.
- محمود درويش -




ما هو مِقدار الحُب اللازم للاكتفاء ؟ 
ما هو مِقدار الحب اللازم أن تَأخذه حتى تستمر بِالعطاء ؟ . وهَل كل حُب يَستحق الحُب ؟ 
وهل كل حُب يَستحق الاستمرار و التّعذب فِيه .. وبه ؟ 
وهل كل من أخبَرك بِأنه يُحبك .. يُحبك من أعماق قَلبه ؟ 
ولماذا أَحَبَكَ مِن الأساس ؟ أأحَبَك أنت ؟ أم أحبَ الشّيء المُتواجد فيك والذي بِذهابه يَذهب هذا الحب ؟ 
أيُحبك لأنه يريد أن يحب فقط ! غَير مكترث بالشخص .. طامعًا بِشعور الحُب فَقط ؟ 
بل ما هو تعريفه للحب أصلاً ؟ 

تساؤلات كثيرة في قلبي قبل رأسي .. فَمن المُحزن والمُؤلم بِأن تَشعر بِأنك تحب الآخر أكثر بكثير مما يُحبك ! وتشعر بِأنه أحَبك فقط لأنه بَاحث عن الحب لا عنكِ . 
شعور الخيبة بالحب ، شَعرت بِه الآن على الرُغم من أنني كُنت في السابق وَاثقة من حدوثه .. واثقة بِأني أُعطي الحب بكميات هَائلة جِدًا دون أن أحصل عَلى مردود مُماثل مِن هَذا الحُب . 

و رُبما بل مِن المُؤكد بِأن هَذا خَطأي ، فقد وهَبت قلبي ومشاعري وأحاسيسي بِالكامل لشخص أعرف أنَه يُحبني ولكن ليسَ بِحجم الحُب الذي أحبُه به ... أو ربما يَخاف من الحب .. أو يَخجل منه مثلاً .. أو يُعيب الحب ! 
ولست واثقة من الأسَباب التي تجعله يُحبني بدرجَة أقل ، لكني واثقة بَأني أشعر بشُعور الخُذلان .. والخيبة مِن هذا الحب ، ومِن الحبيب ومني أنَا المُحبة . 

خلاصة الكلام ، القلب لا يجب أن يُوهب بالكامل لشخص مَا ... لأنه سيخذلك . 
وما أن تُخذل ويُكْسَر قَلبك .. وعندها لنْ يستطيع هَو ولا رجال الكون كله على اصلاحه . . 

تزوير الحب .. وهل المشاعر يُمكن أن تزيف ؟

من إحدى المواقع الإلكترونية



بطبع لا . 

كنت قد قرأت مُنذ فترة إحدى كِتاباتي السابقة وهي ( فنجان قهوة مع غادة السمان ) .. قد يَرى البعض أنها تَحمل الحب لا أعرف إن كانَ القليل مِنه أم الكثير لكنها تحمل الحب , لكن إذا مَا قَرأت كِتاباتي التي نشرتُها مُؤخرًا وتحديدًا تحت سلسلة (رسائل قد تَصل ) , تفهم جليًا المُفارقة الحَقيقية ما بَين الكتابة "عن " الحب وبين الكتابة "في " الحب ! . 

فهُناك فرق بينَ الكتابة عَن الحب , وبين أن المشاعر هِي من تَتحدث وتكتب عنك .. 
بينَ أن تكون جَامدًا وباردًا في الحب , وبينَ أن تكتب وأنتَ في أوج اشتِعالك .. 
بين أن تكتب سطر أو سَطرين وتعجز عن جَلب الحُروف وخَلق المشاعر , وبين أنْ تَنساب مِنك الحروف لدرجَة أن تُحاول كِتمانها .. 
بين أن تُرتِب الأيام والتواريخ لتزوير الصدفة , وبين أنْ الصدفَة حقًا قد جاءت .. 
وبين الكتابة لأنك تريد تَجربة حَظك في الكِتابة عنِ الحُب كما الكتّاب , وبينَ أن تَكتُب لأنك واقِعًا في الحُب! .

وهذا ربما يفسر تَفاوت الكِتابات للكاتب الواحد .. فبعضُ الكتّاب تجد لديهم اختلافات واضحة جدًا فِي كِتابتهم عن مشاعر الحب وعندما تقرأ مثلاً إحدى رسَائلهم المُرسلة للحبيب أو الحبيبة , حيثُ تستطيع أن تلمسُ صِدق هذا الحب و وَاقعيته . 

حتما تستطيع الكتابة عن الحب .. بَل جَميعُنا نَستطيع , وخيرُ برهان ( فنجان قهوة مع غادة السّمان ) حيثُ أنها كَانت مُجرد كلمات لم يقصَد بِها أحدٌ ما بعينه , كَانت أشبه بتجربَة أن أكون دانة السّمان ! . 
لكن عندما تكون واقعًا في الحب , لا تحتاج لأن تكون غادة السّمان أو نزار قَباني مثلاً بل تَأكد بِأن تلك المشاعر ستنعكسُ على كِتابتك بشكل واضِح .. وحتى وإن لم تكن تجيد الكتابة ! 
لماذا ؟ 
وذلك لأن مشاعرك هِي التي تَحدثت و كتبتَ لا أنت , بل وأنني أستطيعُ القول بأنهُ يُعرفُ العشّاق بسيماهم .. وبكتاباتهم أيضًا . .



 
 8- آذار-2018







Popular Posts

Like us on Facebook

Flickr Images