الصائد افترس الملاك

8/03/2016 05:10:00 ص

 من إحدى المواقع الإلكترونية


محاولة اعتذار / إلى مَنْ رُوحي هِيَ قِطعةٌ مِنها , 
إِلى المَلاك النّقي ..هِذه مُحاولة اعتِذار لَعلَكِ تَقبلينَها وَتُعطِني صَدقة مِنْ عُملةِ الغُفران . 

هنا دعوتُ نَفسي إِلى جَلسة مُصارحة مَع الذات .. أًريدُ أن أنسفَ ذاتي , أنْ أحولَ هذهِ الجَلسة مِن ساحَة حَرب إلى مَجزرة لعلي أَجِد نَفسي بين الأشلاء .. فلطالما كُنت الضحِية , أو رُبما أنا مَن أَعجَبني هذا الدور ...أَرتديه مَتى شِئت , وَأنْزَعُهُ مَتى أُريد . 
وَحيثما وُجِدَت الضحية وُجِدَ الصيّاد , وكانَ السؤالُ مَن هوَ الصياد وَمَنْ الضحية ! . 

لمْ أَكُن سوى صائد مُحتَرف يُجيد غَرسَ سِهامِ الحُروف في الضحِية .. وَلمْ تَكنْ هِيَ ضَحية بِقدرِ ما كانتْ مَلاك , نَقي ..
تنكَسر حُروفُ الأَبجَدية كُلها أَمامَها . وَتَطمِر السّهام رَأسها خَجلًا مِن أنْ تُصيبها , خَجلًا مِن أنّها انطَلقت بَحثًا عنْها لِتُصيبها . 

تَتَساءلُ السّهام : كَيف تَجرأ الصائد بِلباسهِ الذي يُشبه الضّحيةَ أنْ يَفترسَ المَلاك ؟ , وَ كيفَ خَطرَت فِكرَت أنْ يُلقي كل خَطايا الكونْ إلا خَطيئة واحدةَ يَنْسِبُها لِنفسه .. خطيئةَ اصطِياد المَلاك ! . 
كيفَ تَناسا أنّ صَيد المَلاك , هوَ صيدٌ مَمنوعٌ دوليًا , وَعالميًا وكونيًا ... صيدٌ مُنافي لِجميع الأديانِ ؟ . 

فأجيبُ على استحياءٍ : أريدُ أنْ أَتَلاشى . 
هَل تَسطيعُ البحارُ أنْ تَلتَهِمني وَتَطمِرُني فَوقَ أمواجِها السّبعة ؟ , هَل تَستطيعُ السّحُب أنْ تَسوقَني إِلى بلاد الواق واق مُعلنةً نَفيي ؟ , هَل تَستطيعُ الأشجار أن تَجعلني أحدَ أغصانِها لعل أحدًا ما يَكسرَني فَيحرِقني ؟. 
لماذا لا أمْلِك شَريط حَياتي وَأكنْ أنا المُنتِجة فَأقتصُ مشهدَ الاصطِياد وَأُزيلهُ مِن مَشاهدَ الحياة , وَهل تُعتبر هِذه جَريمةَ تزوير ؟ أمْ جَريمَة إِخفاء أدِلة جنائية ؟ . 

في المنفى .. ضائِعة , كَيفَ العودةَ إِلى عْينيها فَلا أُريدُ الاغترابَ , وَشنطَةُ سَفري ثَقيلةٌ بالخطيئَة وَيصعبُ عَلي أنْ أَحمِلها على ظَهري .. 
في مَحطاتِ التّشرد كُنتُ مُتسولةَ تَرتَدي رِداءَ الضّحية , أَطلبُ الصّدقة . تنهالُ النّقودُ بِمختلفِ العملاتِ على يَدي , لكنّي لا أطلبُ سُوى صَدقةَ مِن عُملة واحدةَ ... صَدقة مِنْ عُملةِ الغُفران . 
عُملةَ كُتبَ عَليها , " أَغفرُ لكِ .. وأُحبُكِ أيضًا " .


 3 - آب - 2016

You Might Also Like

0 التعليقات

Popular Posts

Like us on Facebook

Flickr Images