أيّها الجَميل

2/24/2017 09:36:00 م

لوحة ليلة مرصعة بالنجوم فوق نهر الرون لفينسنت فان جوخ


أيها الجميل 
في عَام ألفين و خَمسةَ عَشر 
أحْسستُ بِذلِكَ الشيء الجَميل اتجَاهَك
خِفت ..
فَكنتُ أدعُو الله في صَلاتي 
اللهمّ ابعِدني عَن طريقهُ وأَبعِدهُ عَن طَريقي 
أمّا الآن فأنَا أدعُو ..
اللهمّ ارزُقنِي فلان . 



جِئتُ .. ولكنّ لمْ تَأتِي 
كُنتُ كَطفلةٍ أضَاعَت أمّها في العالمِ الكَبير 
ألتَفتُ حَولي .. هكذا أمضيتُ الساعات
راجيةً أن ألمَحك 
فقَط لَمحة واحدة ..لستُ بِطمّاعة 
 لَمْ ألمَحك .. 
وَلمْ تأتي..
وغَادرتُ كَما أتَيت .


 
لِماذا أفكّر بِك دَائمًا 
حقًا وَصِدقًا لِماذا ! 
كَيفَ ألقيتَ شِباكَك عَلى قَلبِي بِهذه السّهولَة ؟ 
أخبِرني ..
أمضيتُ سنوات عُمري كَسمكةٍ مُتمردَة ذكِية .. 
عَجزَ الصيّادونَ عن صَيدها ..  حتى رأيتُ شَبكَتك . 
وَوجدتُني بِلا تَفكير أسبَح اتِجاهَك .. 
وَكان التيارُ يَسحَبُني للاتجاهِ المُعاكس .. 
وَلكني قَاومتُ 
قاومتُ التيار وَ كُل شيءٍ إلا حُبك . . 
كُنتُ أريدُ هِذه الشّبكة..كنت أريدكَ أنْ تَصطادَني 

هَذا ما أيقنتُه الآن . 





أيّها العَزيز .. 
دَعني أكن صَريحة معك . 
لَقدْ طَاردتُك في كل الأماكِن المُتاحة 
وعِندما أقول كُل الأماكِن فأنا أعني ( كُل )
وَدعني أكن صَريحَة أكثر .. 
عِندما أراكَ تَضغَط زِر ( الإعجاب ) لإحداهُن 
فأَنا في تِلكَ اللحظَة أفكر بِمئةَ طَريقة لِقتلك 
فَإن كُنتَ تُحب الحياة , وَأعلمْ أنّك تُحبها 
فَحاوِل أنْ لا تَجَعلني أُقيم حَفل تَأبينِك . 




أَتَذكُر نيسان ألفين و خَمسةَ عَشر ! 
والحُب ثُلث الإنِسان ؟ 
أَحتَفظتَ بِها ؟ .. 
أم تَركتَها لِلنسيان ؟ .. 
تِلك كَانت أولْ رِسالة تَهديد أرسَلتُها لَك 
لَقد امتلكَ قَلبي حينها يَديْن .. 
وجَلسَ يَكتب لك رِسالة تَهديد فَريدة مِن نوعِها 
أنا فَقط مَن أرسَلتهَا 
وتَساءَل قَلبي حِينها " مَاذا لو جَاء الطّوفان ، وَ أغرَقني الحُب " 
أغرَقني الحُب ! 
صَحيحٌ أنني أخبرتُك مُسبقًا أنني سَمكة 
ولكنّ الآن فَقدتُ قُدرتي عَلى السّباحة ، كإنسان فَقدَ قدرتَهُ عَلى المّشي .. 
أعاتِبك عَلى الحُب الآن .. 
اِجعَلني أشكُرك . 




صَباح الخَير أيّها الجَميل المُتفائِل 
لديكَ القُدرات العَجيبة لتَجعلنِي ابتَسم 
فَضلاً حافظ على قُدراتِك هذه .. 
حَافظ عَليها لأَجْلي . 



سَابقًا رَأيتُ إحدى الصّديقات تَبكِي .. 
لَقد أبكاها الشّوق ضَحكتُ حِينها وقلتُ أضغاثً حُب .. 
وها هيَ الآنُ دَمعتي عَلى شَفا مُقلتِي 
تُريدُ أنْ تَسقُط .. 
ولنْ أدَعها . 
تَسألني إحداهُنّ الآن  "أشعُر بِأنكِ قد قُمتي بِمصيبةٍ ما " 
لمْ أقم بِمصيبة .. 
بَل قلبي مَن قامَ بِها هذه المَرة .. قام بمصيبة الاشتِياق 




حَسنًا لنعُد بآلة الزمن مجددًا إلى أيار ألفين وخمسةَ عَشر 
وتحديدًا يَوم الأربِعاء 
أنَا نادرًا ما أَذهب إلى المُناسبات ، فالاكتظاظ يُضايقني . 
لكن هُنالِك شيءٌ مَا هَمس فِي أُذني .. تَعالي 
جِئتْ ، وتمنيتُ أنني لم أجيء 
فبعدَها لمْ تُغادر ذَاكرَتي 
وأظنّ أنك لنْ تُغادرها ... 
أصبحتُ أدعو ذَلك الدعاء الذي أخبرتُك عَنه سابِقًا . 
.
.
 
لقدْ تَوقف الزمَن حِينها كُل مَن حَولي اختَفوا فجأَة .. 
وبقيت أنتَ وَحدك .. 
أذكُرُ حِينَها كنتَ مُشمر قميصكَ الأبيض 
و تُمسك " اللابتوب " بطريقة ... أعتَقد جَميلة . 
لِماذا أعتقد ! ..
أعتَقد , لأنني أستطيع أن أجد كَلمة تَصفُ هذا المشهَد 
فقد كان مَشهدًا سِريالِيًا 
لا أعلمْ مَاذا كنتَ تَفعلْ .. 
لكن هُيّئ لي أنك تحل لغز مِن ألغَاز الكون .. 
وحَللتَها ! 
 .
 .
تأمّلتكَ كَلوحة لفينسنت فان جوخ 
كلوحة ليلة مُرصعة بالنجومِ فوقَ نَهر الرّون .. 
كلوحة ليلةُ النجُوم .. 
صَدقني لو اجتمعَ الفنانونَ العُظماء عَلى رَسم مَا أراه مِن جَمال 
لنْ يستطيعوا .. 
سَيعجزوا .. 
وحده الله رَسم هذا الجَمال وصوّره
شَكرًا لكَ يا الله لأنك جَعلتني أراه . 




ذَلكَ المَشهدْ , في تِلكَ المُناسَبة التي حَدثتُك عَنها سابقًا 
أريدُ أن أسمّيه بِاسم مَا 
لا أعلمْ مَاذا أطلِق عَليه 
لكِني سَأعصُر كُل مَا أُتيتُ مِن حروف لأسمّيه 
سَأخبركَ شيء مُضحك 
حَاولت أنْ أرسُم ذلك المَشهد مُنذ عَام تقريبًا ولكني فَشلت . 
رَسمتُها بالقهوةَ ..أعلمْ أنكَ تُحبها لكِنها فَشلت .. 
سأحاول مُجددًا ، وإن أعجَبتني سَأرسلُها لك .



أيّها الجَميل 
 شيءٌ مَا يُخبرني أنّ مَا أشعُر بهِ اتجاهَك هُو شُعور مُتبادَل 
ولكنّي أخاف أنْ يَكون هُنالك خَطأ مَا في الشّبكة القَلبية 
وتَتداخَل الإشاراتُ مع بعضِها .. 
وَأن مَا أُرسلهُ لك مِن حُب يَأتيك بِاسم أحدٍ آخر .. 
إن جَاءك حُبي باسم أحَدٍ مَا غيري 
أرجوك لا تُحبه 
تَمرد عَلى قلبِك و ابحَث عنّي .. 
وأَحبّني .



لا أعلَم مَاذا أفعَل حَتى تعرِف أنّي أُحِبك 
هَل أرسلُ لَك هِذه الرِسالة إلى مَوقع ( صَراحة ) 
ثم أضَعُها فِي تغريدَة على تويتر 
وهَكذا تَعلم ؟ 
أمْ مَاذا أفعَل ؟ 
أخبِرنِي فَأنا حَقًا مُستاءَة .




اختتمتها غادة السمان فقالت : 
"لمْ يبق ثَمة ما يُقال غَير : أحِبك " .



 • ملاحظة : اجمع رسائلي للمستقبل , ربما غدّا أطالبك بها .

27 - شباط - 2017

You Might Also Like

0 التعليقات

Popular Posts

Like us on Facebook

Flickr Images