الحياة !

4/28/2018 01:42:00 م






أعترف بأنني لستُ من عشّاق الحياة ، ولا أفهم أبدًا سبب تعلق البشر بالحياة وخوفهم من الموت . وأعترف بأني أرى الحياة سوداوية جدًا ، لدرجة أنني لا أفهم أبدًا سبب وجودي فيها ! أو سبب وجود الحياة من الأساس . 

فما الحكمة مِن العَيش في دائرة مُغلقة ، كَررها أجدادي فأبواي فأنا فأبنائي فأحفادي .. جميعنا ندور في نفس الدائرة المغلقة هذه ، وجمعنا نسعى ونسعى في حياة نعلم بأن نهايتها وفاة ! . 
وما الحكمة بأن أعطي كل جهدي وتعبي وروحي لأشياء هي فانية ، لأشياء بعد مئة عام لن تضر الكوكب بشي ولن تنفعه ! .. ما الحكمة أنا لا أفهم . 

وما يحزنني حقًا في كل مرة أفكر بهذا الشيء هو وجود أنَاس أحبهم ويحبوني على هذا الكوكب الكئيب .. فوجودهم من المفترض بأن يكون كفيل بأن يجعلني أحب الحياة وأن استمر فيها لأجلهم وأجل حبهم و جمال قلوبهم ، ولكن لا أستطيع . 

 إن الحياة إذا ما فكرتم بها بِعمق سَتجدون بِأنها في قمة المأساة ، في قمة السوء .. كما وصفها فيودور دوستويفسكي " الجحيم " ، فلماذا لا أحد يدرك ذلك سواي ! بل لماذا إدراكي هذا يوصف بالسلبية في حين أرى أن إيجابيتهم هذه مجرد استسلام بشع للواقع .. بيدَ أني أشُك في بعض الأحيان بأنهم يدّعون تِلك الإيجابية ، خائفين من الاعتراف بهذا الوَاقع المُزري . 

وما يحزنني أكثر أنني سيئة جدًا بحجم سوء هذا العالم ، أعلم جيدًا بأنني إن شاء الله وأعطاني من العمر الكثير بأنني سوف أعطي هذه الحياة البائسة أبناء ليتعذبوا بها ، ويعانوا ويتألموا .. ولن أشعر بألمِهم لا أنَا ولا أي أحد آخَر ، سَوف يجيئون على هذه الحياة كما جئنا كلنا وحيدين .. و يتعذبون وحيدين .. ويَموتون وَحيدين .. ويوم القيامة أيضًا يُحَاسبون وَحيدين ! .  

28- نيسان - 2018

You Might Also Like

0 التعليقات

Popular Posts

Like us on Facebook

Flickr Images