يوم كتابة قدري

5/13/2018 09:52:00 م






وإن لم تكن ذاكرتي قد هرمت ..فبعد سبعةَ أيام يُصادف نهاية السنة الثالثة و بداية السنة الرابعة على التوالي لسقوطي في لوحة ليلة مرصعة بالنجوم فوق نهر الرون . 

في العشرون من آيار/ مايو 2015 ، كانت المرة الأولى التي أراهُ فيها . في ذلك المكان المزدحم بالناس الغرباء ، رأيته .. ولسبب ما اختفى كل الناس من حولِه فجأة .. وبقي وحدهُ يتجول ، مشغول بشيء ما .. وبقيت أنا أحدق به . 

كنتُ قد سمعت كثيرًا " بالحب من أول نظرة " و " بالوقع بالحب " ، ولكن طننتُ بأنها مجرد جُمل تحمل صيغة مبالغة لأسباب جَمالية . ولم يَخطر في بالي أبدًا بأن تلك الجُمل حقيقية ، و تمت إلى الوقع بِصلة . 

من يعرفني جيدًا ، يعرف تمامًا بأني لا أرتاح أبدًا في الأماكن المزدحمة بالناس وأحاول قدر الإمكان تجنبها .. ومَع ذلك فأني أحَاول في بعض الأحيان أن أغصّب نفسي على التواجد فيها لَعلي أتقبلها !! . 

ومن يَرى المشهد بِعيناي ، يرى أن الناس فجأة قد تلاشوا وصوت ضجيجهم عالي قد خَفتَ تدريجيًا حتى اختفى .. ومَكانٌ لا هو بالفسيح ولا هو بالضيق ، يَمشي وحدهُ .. مَشغول .. يتلفّت ويُكلم أشخاص أنَا لا أراهم .. لا أرى سِواه ! . 
و أحدثُ نفسي ، مَا الذي يحصل .. ومن هو هذا الشخص ، ولماذا لا أرى سواه ، وأين رحَل أولئك المزعجون و ما هذا الهدوء ! . 
مَن أنت ؟ ولماذا لا تَلحظني كَما ألحظك ؟ ... بل و لِماذا أنت ؟ .. " ليش ! .. عنجد ليش ؟ .. يا ربي شو هالجمال ؟.. شكله بالحقيقة غير عن الصور بكتيييييير .. معقول هاي أول مرة أشوفه فيها .. لا بتذكر مرة شفته ، كأني لمحته هيك بس مش متذكرة متى .. أه لمحته أكيد بس هاي أول مرة أشوفه ع الحقيقة ... يخرب بيت جمالك .. دانة خلاص بطلي تطلعي عليه الحين بشوفك ..عنجد شيلي عيونك حيشوفك .. يا ربي معقول أول مرة أشوفه .. آخ يا قلبي " . 

كانت لحظة أشبه بالسحر ، هدوء المشهد .. وطريقة تأملي كانت أشبه بطريقة تأمّلي للوحة ليلة مرصعة بالنجوم فوق نهر الرون ، فقط المتأمّل الجيد يرى في اللوحةِ قاربان ورجل وإمرأة .. البعض يقول بِأنَها ثلاثة قوارب ، لكني أراهما اثنان . كما لو أن كل واحد منهُما جاء على متن قاربه ليلتقيا في هذا الميناء ويمضيان معًا مُمسكين بأيدي بعضيهما ، ناهيك عن الهدوء والشاعرية التي تحملها اللوحة . 

أدركُ الآن ، بأن جَمال تلك اللوحة كانَ مُرتبطٌ لدي بمفهوم واحد ، وهو الشيء الوحَيد الذي جمع الرجل والمرأة في ذلك الميناء .. الحب . 
وأدرك أيضًا ، بأن سَبب ربطي للوحة بِما حدث في ذلك التَاريخ ..هو أنني في ذلك اليوم كنت قد سقطت لأول مرةٍ في الحب .. وما زلت . 

أشعر أحيانًا بأنه من المحزن بأنني وحدي من عشت هذه التجربة ، فهو لم يلحظني بتاتًا ، ولم يشعر بي في ذلك اليوم ولا يعلم أنه كان يوم أسطوري بالنسبة لي . ولا أعلم إن كنت سوف أخبره عن هذا اليوم ، يومًا ما ..أم لا . 
وأعتقد على الأرجح بأني سوف أخفيه ، وأجعله سري الجميل الذي كل ما مر شريط لذلك اليوم تطير روحي من شدة الفرح ولا أحد يعرف السبب .. حتى هو . . 


13- آيار - 2018

You Might Also Like

0 التعليقات

Popular Posts

Like us on Facebook

Flickr Images